بالصور.. في ندوة اللغة العربية الدكتور ابراهيم نصر الدين يدعو لإقامة منظمة ثقافية للعرب فون

كتبت: دينا العشري
أنطلق مساء امس الجمعة أولى فعاليات الصالون الثقافي الأفريقي الشهري، برئاسة الدكتور ابراهيم نصر الدين أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة وعميد معهد البحوث والدراسات الأفريقية سابقا، ورئيس الجمعية العلمية للشؤون الأفريقية، بمقر الرئيسي للجمعية بالهرم.
حيث بدأ الصالون الثقافي أولي فعالياته بندوة عن «تأثير اللغة العربية في تشاد» تحت رعاية الجمعية العلمية للشئون الإفريقية، والذي تحدث فيها الاستاذ الدكتور صالح ابو بكر علي، استاذ العلاقات الدولية بجامعة الملك فيصل، في تشاد، وعميد كلية القانون والدراسات الاقتصادية بجامعة أم بركة – جمهورية تشاد سابقا.
حيث اكد الدكتور صالح خلال حديثة، على أهمية اللعة العربية في تشاد وكيف أن وضع اللغة العربية في تشاد يختلف عن الجول الأفريقية الأخري، مشيرا إلى أن هناك العديد من العوامل التي تساهمت في ارساء اللغة العربية وخاصة العامل الجعرافي او الجيوسياسي، بالأضافة، للمالك التي كانت تقام في تشاد خاصة في عصر السلطان العباسي، ليس هذا فقط كذلك فإن دخول الاسلام في تشاد ساهم بشكل كبير في معرفة اللغة العربية وإرساء قواعدها فكانت تكتب بها الدواوين، كما ارتبطت القبائل في شمال تشاد بالأزهر الشريف، كمان كانت ساهمت القوافل التجارية التي كانت تمر بالواحات وضرب الاربعين وتصل لمكة، فكل هذه العوامل ساهمت في عدم تقوف نمو اللغة العربية. وقد قسم الدكتور صالح مراحل تطور اللغة العربية في تشاد إلى اربعة مراحل، بدأت بمرحلة الممالك ثم مرحلة الاستعمار، تليها مرحلة مابعد الاستعمار او ما يطلق عليها الاستقرار، والمرحلة المعاصرة التي نعيش فيها الآن.
ولفت د. صالح إلى أن اللغة العربية ازدهرت بشكل كبير في مرحلة الممالك، حتى أتي الاستعمار وبدأ الاهتمام باللغة العربية يقل شيئا فشيء، حيث فرض المستعمر الفرنسي اللغة الفرنسية كلغة رسمية بالدولة، وهيمن ثقافيا فصبحت اللغة العربية في هذه المرحلة مهمشة، ومن يتعلمها، وبعد انتهاء الاستعمار عادة اللغة العربية إلى ماكانت عليه من قبل بل واكثر حيث اهتمت الدولة بتعلم اللغة العربية خاصة لأبناء الجنوب، الذي كانت تضغي علي اللغة الفرنسية، على عكس ابناء الشمال الذين كانوا يجمعون بين اللغتين معا العربية والفرنسية، فالاستقرار ساهم في تعلم ابناء الجنوب اللغة العربية، ناهيك عن المنح الدراسية التي كان يمنحها الازهر الشريف لابناء تشاد لتعلم اللغة. وأكد في كلمته أنه مع ازدياد حركة الهِجرات العربيَّة، وأثر الإسلام منذُ وقت مُبكِّر، عَرفت منطقةُ حوض بحيرة تشاد اللُّغةَ العربية، وتَعزَّزتْ هذه المعرفة إثرَ تحول مملكة كانم من الوثنيَّة إلى الإسلام، واتَّخذت العربيةَ لسانًا رسميًّا في مختلف مناحي الحياة، فغدَتِ العربيةُ بذلك لغةَ الحُكم والسياسات والمعاهدات الدوليَّة، ولغة الإدارة والاقتصاد، مثلما هي لُغة العِلم والثقافة والفنون، فضلاً عن كونها لُغةَ المعاملات التجارية. وقد استطاعتِ اللُّغة العربية أن تلبِّيَ حاجاتِ المجتمع التشادي منذ تلك الفترة المبكِّرة، واستطاعت أن تحفظ للشَّعب التِّشادي المسلم تاريخَه وتراثَه، بحيث غدَا تراثُ مملكة كانم برنو والممالك الإسلاميَّة الأخرى كله مدوَّنًا باللُّغة العربية. وليس أدلُّ على ذلك ممَّا خلفه الفقهاءُ والأدباء والشُّعراء التشاديون مِن تُراثٍ راقٍ، عُرِف منذ النصف الثاني من القرن السادس وأوائل القرن السابع الهجريين (النصف الثاني من القرن الثاني عشر، وبداية القرن الثالث عشر الميلاديين)، ومن ذلك ما خلَّفه عددٌ من الفقهاء والأدباء والشُّعراء؛ منهم: العلامة التشادي الشيخ عبدالحق بن يعقوب تشادي، صاحب كتاب “تبصرة الحيران مِن هَوْل فتن الزمان”، والذي يتميَّز – كما ذكر الأستاذ بدى بن أحمد سالم الشنقيطي، رئيس قطاع النَّشْر بالمعهد التربوي الوطني بموريتانيا – برصانةِ الأسلوب، ودقَّة التَّعبير، ووضوح الأفكار، والتعمُّق في فَهْم نواميس اللُّغة العربية، وسَعة الاطلاع على مباحثها، سواء تعلَّق الأمرُ بمبناها أم معناها، فهو بذلك يُنبئ عن ثقافة عربيَّة إسلاميَّة أصيلة راقية لبلد يجهلُ كثيرٌ من العرب والمسلمين حاضِرَه وماضيه
ولفت دز صالح أنه في الفترة المعاصرة فقد حدث نقلة نوعية في الاهتمام باللغة العربية حيث تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في الدستور إلى جانب الفرنسية، فأصبح هناك نوع من الحماسة لدراسة اللغة العربية او ما يطلق عليها الدراسة بالعربية، والتي شملت جميع التخصصات، فالجميع بدأ يدرس اللغة العربية ويهتم بها، وقد أثر هذا الحراك على الواقع العربي إلى نشوء عدد كبير من الكوادرفي مفاصل الدولة خاصة في فترة الوفرة البترولية.
كما أشار د. صالح إلى أن هناك علاقات ثقافية متميزة تربط الجامعات العربية بالجامعات في تشاد، فنجد هناك علاقة بين جامعة الاسكندرية بمصر وجامعة نجامينا بتشاد، وكذلك جامعة عين شمس، بالاضافة لجامعات في المملكة العربية السعودية ، وتونس، ليس هذا فحسب ولكن كانت للجامعات السودانية تأثير واضح في ارساء اللغة العربية في تشاد.
بالإضافة للبعثات الدبلوماسية التي يتم ارسالها إلى الجامعات العربية للتعلم اللغة والحصول على درجة الماجستير والدكتوراه، ولدينا أمثلة كثيرة من هذه الكوادر التي تعلمت في الجامعات العربية وخاصة المصرية، وهم الآن يتقلدون الحكم في تشاد. وقد ساهمت الاتفاقيات التي تعقدت بين تشاد والدول العربية إلى الارتقاء بالوضع الثقافي، في تشاد. من هنا يتضح لنا ان التبادل الثقافي يساهم بشكل كبير في ترسيخ اللغة العربية، ونذكر على سبيل المثال المؤتمر التي اقامته جامعة الملك فيصل في تشاد عام 2002، والذي كان محوره الاهتمام باللغة العربية.
واختتم الدكتور صالح حديثة عن اللغة العربية وتأثيرها على المجتمع التشادي بالاجابة على بعض الاسئلة التي وجهت له من الباحثين والمتخصصين في الشأن الأفريقي، خاصة مساعي دولة تشاد للانضمام للجامعة العربية.
من جانب آخر اكد الدكتور ابراهيم نصر الدين، رئيس الجمعية العلمية، على ضرورة الاهتمام باللغة العربية باعتبارها أحد أركان تماسك المجتمع واستقراره ،وكيفية معالجتها خاصة بعد تأثير الاستعمار في اللغات نحو القارة السمراء. مبينا دور التعليم في اكتشاف المواهب ورعايتها، كما أكد على أهمية دور الثقافة في محاربة الإرهاب والتطرف في قارتنا الافريقية،
وقد دعا نصر الدين إلى ضرورة إقامة منظمة ثقافية يطلق عليها العرب فون، حتى يجتمع فيها كل الناطقين باللغة العربية، وتكون لها هويتها المميزة،
أنه من المقرر أن يناقش الصالون أيضا العلاقات الثقافية العربية الإفريقية وتأثيرها علي ندوة اليوم نحو أهمية اللغة العربية في الدول الإفريقية،
ومن الجدير بالذكر أن الملتقى حضره نخبة من الدكاترة والأساتذة المتخصصين في الشأن الإفريقي،
وخرج الصالون بتوصيات مهمة في مقدمتها ان تعمل الدول الافريقية عربية اللسان بضرورة التحرك على مستوى الاليات الاقتصادية نظرا لوجود فرص استثمارية كبيرة التى تشهدها جمهورية تشاد الان وهى فرصة لتصحيح الروي والمدركارت المتبادلة بين الدول العربية والدول الافريقية

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله

الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *