أنطلقت بالعاصمة الموريتانية نواكشوط فعاليات الملتقى السنوي الرابع للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم ، حول موضوع “التعليم العتيق في إفريقيا: العلم والسلم”، والتي تقام تحت رعاية فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، وبحضور طيف واسع من القادة والعلماء والمؤثرين في إفريقيا في الفترة من 9 -11 يناير2024
وقد شارك في الجلسة الافتتاحية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، والرئيس آدام بارو، رئيس جمهورية غامبيا، ضيف شرف هذه الدورة، ومعالي العلامة عبد الله بن بيه، رئيس المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، ومعالي الدكتور محمد المختار جمعة، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المصري، ومعالي الدكتور محمد كوني، وزير الشؤون الديني لدولة مالي.
حيث أكد معالي العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، في كلمته، أن ملتقى هذا العام هو محطة جديدة على دروب السلم، التي سلكها المؤتمر الإفريقي في بحثه الدائم عن أسباب الوئام والأمن، والعافية والسكينة، مشيرا إلى أن اختيار هذا الموضوع جاء ضمن بحثنا عن معززات السلام وأسباب الوئام من خلال تناول أحد أهم مرتكزات تعزيز السلم، وهو مرتكز التعليم التربية.
من جانبه أشار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، أن ما يجتاح القارة الإفريقية والعالم عموما؛ من عنف وإرهاب وحروب مدمرة، ليؤكد حاجتنا الماسة ومسؤوليتنا الجماعية بخصوص التخلص النهائي من العنف والإرهاب والنزعات العرقية الهدامة وهو ما يتطلب نشر قيم التسامح والسلم والاعتدال، كما يعمل على ذلك التعليم العتيق.د
ومن جانبه لفت معالي الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصري، إلى أهمية الدمج بين التعليم العتيق والحديث، مشددا على ضرورة تحقق صحيح العلم الشرعي، لتمهيد طريق السلم، وإدراك أن السلم هو الأصل وأن الحرب استثناء من قاعدة السلم لظروفها وبقواعدها وضوابطها، فواجب الوقت على علماء الأمة هو توحيد الصف الوطني وإحلال السلم المجتمعي في الأمة والدول والأوطان.
وقال معالي الدكتور محمد كوني، وزير الشؤون الديني لدولة مالي، إن التعليم العتيق هو ما يعيد للدارس هويته الحقيقية وأصالته العلمية وثباته على العلم الرصين. معتبرا أن الدين الإسلامي، تعاليم وتعليما هي صمام الأمان من الفتن والغلو التطرف والجهل، وهي منبر السلام والمحبة والوئام.
وشهدت جلسة افتتاح المؤتمر تسليم جائزة السلم في إفريقيا لهذا العام لفخامة الرئيس أداما بارو، رئيس جمهورية غامبيا، تكريماً لجهوده وجمهورية غامبيا المشهود في نشر السلم الإقليمي والدولي والنجاح الذي حققه في ترسيخ قيم التعايش السعيد داخل المجتمع بمختلف أعراقه.
ويناقس الملتقى على مدار ثلاثة أيام الجذور المعرفية والجسور التواصلية للتعليم العتيق في إفريقيا، ورسائله ومناهجه في تعزيز السلم ومواجهة التطرف، ثم تحديات وفرص التعليم العتيق في السياق المعاصر، وبحث أفق التعاون والتكامل مع التعليم الحديث.