إعداد/ أ.د.أحمد عبدالدايم محمد حسين
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر كلية الدراسات الأفريقية العليا جامعة القاهرة
فى ورقة سابقة عنوانها ” الدولة الريانية المزعومة فى شرق أفريقيا ومنشوراتها المزيفة “، سبق أن استعرضنا طبيعة الصفحة الاليكترونية التى اخترعت فكرة هذه الدولة، وحقيقة صاحبها، وبأنه المحقق الوحيد لكل منشوراتها المزيفة وكتاباتها الباطلة. وقالت بأن شخصا يدعى اسماعيل مسعد غريب هو الذى اخترع دولته هذه منذ عام 2020، ونشر عنها صورا لأغلفة كتب حولها، ومصادر ومنشورات لملوكها، مما يستدعى محاكمة هذا الشخص وسؤاله عن الجرائم التى ارتكبها بإدعاءاته التاريخية الرخيصة حول وجود هذه الدولة التى سماها بالريانية فى منطقة شرق افريقيا بطولها وعرضها، مشيرا بأنها تبدأ من اريتريا وجيبوتى شمالًا، وتنتهى بليسوتو فى قلب دولة جنوب افريقيا الحالية جنوبا، وأنها على مساحة عريضة وواسعة يصعب وجودها فى اى ناحية منها، كون المصادر التاريخية الحقيقية قد احتفظت لنا بكل كبيرة وصغيرة عن تاريخ تلك المناطق. وأوضحنا فى تلك الدراسة كذب تلك الادعاءات، ودحضنا فجور هذه المزاعم. وفى هذه الورقة سنتناول المخطوطات التى كتبها هذا الرجل، وسطرها من بنات أفكاره لهذه الدولة خلال السنوات الثلاث الاخيرة من 2020-2022، وذلك لإكمال عملية الافتراءات السابقة، وزيادة فى التزييف حول هذه الدولة، ودفع الباحثين للكتابة عنها ومحاولة شرائهم بالمال. وبهذا جاءت دراستنا تحت عنوان “المخطوطات المزورة للدولة الرياينة المختلقة فى شرق افريقيا”، لتكشف لنا عملية التزييف التى تمت داخل هذه المخطوطات من ناحية الشكل والمظهر، وكذا من ناحية المضمون والجوهر، ولتقول باستحالة صحة هذه المخطوطات من الاساس على المستويين الخارجى والداخلى. فمن تحليل هذه المخطوطات ومحتواها سنصل الى كنه عملية الاختلاق التى تمت وعناصر التزوير التى وقعت، وسنقطع بوجوب الاتهام والزامية المحاسبة على هذا العبث بالتاريخ وبطريقة مشوهه وسطحية.
وتستهدف الورقة أمرين: الأول، دراسة عمليات التزييف التى تمت لاصدار مخطوطات الدولة الريانية المزعومة وإتاحتها للناس واهدائها لدار الكتب والوثائق المصرية. الثانى، كشف عناصر الدس والاختراع والتزييف لمحتوى هذه المخطوطات وهدمها من أساسها. ولهذا فإن السؤال الذى يطرح نفسه للنقاش: كيف تمت عملية التزييف لهذه المخطوطات؟ وما هى ملامح بطلانها؟ وسمات كذبها وافتراءاتها؟ وللإجابة على هذا السؤال العريض، سوف نقوم بتقسيم الدراسة الى خمسة عناصر رئيسية:
أولًا- خلفية عن تاريخ منطقة شرق افريقيا قبل القرن 17 والدولة الريانية المزعومة.
ثانيًا- التعريف بالمخطوطات المزورة للدولة الريانية وملامح تزييفها الخارجية.
ثالثًا- محتوى المخطوط الأول منارات الطريق وإدعاءاته.
رابعًا- محتوى المخطوط الثانى أخبار الملوك وإفتراءاته.
خامسًا- دور تاريخ منطقة شرق افريقيا فى القرنين 18 و19 فى فضح عملية تزييف المخطوطين.
لتحميل الدراسة كاملة اضغط هنا