المهارات الرقمية ونظم التعليم العالى
إعداد- أ.د. فكرى فؤاد أحمد
أستاذ النظم والتحول الرقمى الدولى
مستخلص:
التعليم هو قاطرة التنمية بالمجتمعات الحديثة، والشباب الخريجون والعاملون بالمجتمع هم قوة الدفع الحقيقية لتلك القاطرة، شرط أن يكونوا مؤهلين وأن يكون لديهم المهارات التي يفرضها علينا مجتمع المعلومات والمعرفة والذي يدعو دائمًا إلى ضرورة تأهيل العاملين والشباب الخريجين بالمجتمع لاستيعاب كل ما هو مفروض عليهم من مجتمع المعرفة، إذ أن مشكلة البطالة في الألفية الثالثة هي مشكلة نقص مهارات معرفية نوعية حسب التخصص, يتطلبها مجتمع المعلومات والمعارف وليست مشكلة كمية، أما من حيث المستوى العلمي والمهاري لخريجى الجامعات وأثر ذلك على مشكلة البطالة بالمجتمع ، فلم تكن البطالة أبداً قضية مطلقة لأن واقع حال الخريجين بالجامعات يؤكد أنها قضية يجب أن يتم دراسة أسبابها بكثير من الدقة والتفرقة بين البطالة عند أصحاب المهارات والخبرات التي تلائم الإحتياجات الحقيقية للطلب بسوق العمل وبين أفراد وخريجين لم يتحصلوا على متتطلبات سوق العمل ولم يتم تدعيمهم بالخبرات التى أصبحت مطلوبة من قبل مجتمع المعلومات والمعرفة ][1][، لذلك لابد ان يكون فرقا واضحا بين بطالة من هم ذو مهارات وقدرات يحتاجها سوق العمل وبطالة أخرى لمن لم يتأهبوا لمتطلبات سوق العمل بكيفيته الحالية حتى وإن كانوا من حاملي الشهادات الجامعية، حيث افتقدوا تماماً متطلبات مجتمع المعلومات والمعارف، أيضا نجد أنه لايمكن أن نتحدث عن بطالة خريجي الجامعات حالياً ومع الذين يحملون مؤهلات علمية تتلاءم مع ستينات القرن الماضي ويفتقدون إلى المهارات الحديثة – المهارات الرقمية التابعة لتخصصه الأصيل – والتي تتساير مع مجتمع المعلومات والمعرفة وتبعاً لتخصصه الأصيل لأن الفجوة كبيرة.
أيضاً يجب أن نفرق بين مناهج التعليم الكلاسيكية والتي تقوم بتخريج موظفين يملأون دواوين الدولة ومناهج أخرى تسعى إلى اكساب الطالب وخريج الجامعة مهارات مطلوبة بسوق العمل فى عصر المعرفة فإن السياسة التعليمية بصفة عامة وخاصة كليات التجارة, يجب أن تكون مرتبطة تماماً بسوق العمل ومتطلباته حتي لا تكون معزولة عن الواقع. ][2][
تتميز كليات التجارة بالعالم العربى بعديد من الخصائص والتى تميزه عن كثير غيره من الكليات والقطاعات التعليمية ،حيث لا تخلو قطاعات الأعمال التجارية أو الحكومية من المهام المحاسبية أو الإدارية بالاضافة إلى أعمال الخبرة النوعية , ونظراً للإحتياج الملح لخريجى كليات التجارة لمختلف المؤسسات والمنظمات للعمل في مختلف مجالات الأنشطة بقطاعات الأعمال فإنه من الضروري دعم مستوى خريجى كليات التجارة بكافة تخصصاتهم وتزويدهم بالمهارات التي تساعدهم وتمكنهم من ممارسة أعمالهم بمستوى مقبول. . ][3][
ويقدم البحث اطر عمل يمكن تطبيقها لتطوير مهارات خريجي الجامعات كليات التجارة بكافة تخصصاتها بدمج وإدراج المهارات الرقمية التابعة للتخصص، والتي تعتبر فرعاً من مهام نقل التكنولوجيا في مجتمع المعلومات والمعرفة.
كلمات مرجعية: المهارات الرقمية التابعة للتخصص، نقل التكنولوجيا، التعليم العالي، الجامعات.
[[1]] The Economist Intelligence Unit Limited ,2017 Worldwide Educating for the Future Index
[[2]] مؤتمر منظمة العمل العربية الدورة الرابعة والثلاثون مارس 2017 البند التاسع
[[3]] الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد “المعايير القومية الأكاديمية القياسية قطاع كليات التجارة يناير 2009 ”