تعبر الهوية عن حالة من التماسك والوحدة التي تنتج عن الملامح والسمات والقواسم المشتركة التي تميز وتمايز جماعة أو شعب ما عن غيره، وهى من المفاهيم الحديثة نسبيًا في الدراسات السياسية، وإن كان البعض يعود بالممارسات الدالة على الهوية إلى بداية ظهور المجتمعات السياسية، وإلى عصر انتشار التكتلات والتجمعات الاجتماعية التي بحثت عما يميزها عن الأخرى، لذا تعتبر الهوية من القضايا التي تقع في مجال اهتمام العديد من العلوم والدراسات المختلفة، وذلك قبل أن يبدأ الاهتمام بالآثار السياسية لهذا المفهوم، فمع استقرار الدولة الوطنية، بدأ البحث في هوية هذه المجتمعات، وأسسها، وأنماطها، ومستويات، وترتيب دوائر انتماء تلك الدول، ومع ظهور الأشكال الفيدرالية من الدول، وبدء التوجهات الوحدوية على مستوى الأقاليم، بدأ الحديث عن الوحدة القارية كتعبير عن الهوية التي يمكن أن تجمع بين شعوب دول قارات العالم، ومع انتشار رؤى العنصر والنقاء العرقي، كان الحديث عن هوية الجماعة الإثنية، التي ربما تقطن إقليمًا، أو تكون في أكثر من إقليم، ولذا أصبح تحديد هوية مجتمع ما، وتحليل الأسس والمحددات التي تقوم عليها هذه الهوية من القضايا التي تؤثر على طبيعة هذا المجتمع السياسية، وهو ما أصبح يثير العديد من التساؤلات والقضايا الفكرية، ويستدعى جدلاً فكريًا ونظريًا، فقد أصبحت الهوية نقطة الانطلاق المفسرة للعديد من الممارسات والعلاقات داخل هذه الجماعة، أو بين هذه الجماعة والجماعات الأخرى.
المؤلف : باسم رزق مرزوق
الترقيم الدولي : 0- 770 -276-977-978
سنة النشر : 2015
الغلاف : هــارد