بقلم/ قاسم بشير
آثر الطغاة دوما على قمع الشعوب وتكميم الافواه ومصادرة الحريات السياسية ناسين عن جهل ان إرادة الشعوب لا تصادر وان الحرية فطرة الانسان منذ بداء الخلق .
فالثورة السودانية واحدة من أعظم الثورات التي شهدها العصر الحديث فقد امتد أمدها لاكثر من ثلاثة اعوام متواصلة بين شد وجذب في العملية السياسية خلال صراع سياسي ثقيل بين القوى المدنية والعسكرية نتج عنه انقلاب ٢٥ أكتوبر المشؤم الذي أعاد البلاد إلى نقطة صفرية.
ظللت أتابع عن قرب لاتامل واقف على مآلات الوضع السياسي من علي البعد ..
استخدمت تلسكوب لاري ما يدور من خلف كواليس السياسي والي اين يسير بنا قطار السياسة بعد أن توقف عن العمل لفترات طويلة دون أن يترك مساحات حرة لوسايل الحركة الأخرى بالمرور ..ولكن كانت قوى الثورة على الوعد فهي قد تجاوزت كل المحطات والان تقف على المحطة الأخيرة..
نعم اصدقكم القول بانها المحطة الأخيرة وهي محطة الانتصار…
رأيت من خلال منظار السياسة طفيليات صغيرة طغت على جسد المواطن السوداني فقادته للهلاك.. كانت هي سلطة عسكرية استطاعت أن تسيطر على العملية السياسية بكاملها في وسط صراع طويل لقوى الثورة مما ترك المجال واسعا لتمدد الآلة العسكرية بالدخول في العملية السياسية من أوسع أبوابها.
نعم ستظل هي وتيرة العمل السياسي التي نشات عليها الدولة السودانية..
يتعارك الساسة وقيادات العمل السياسي من أجل الوصول الي السلطة وهي طبيعة العمل السياسي المدني فهو عراك مدني _مدني محمود معلوم النتائج وحتما سيقود الي ديمقراطية مستدامة تحقق أهداف الثورة.
لا يوجد تحدى أكبر من الذي قدمته قوى الثورة للنخب السياسية وقادة العمل السياسي الحالين فهي طبق من ذهب اهدته لنا قوى الثورة الحية التى احترقت باسلحة العسكر ونيرانه القاتلة ورايحة البمبان التي اصبحت مسك يعطر سماء المواكب كل يوم..
وهم على الدرب سايرون وعلى العهد كما الوعد بهم..
عرفوا الطريق ومسلكه الأخير عرفوا النضال بحثا عن الحرية والعدالة الاجتماعية..
فما حمله خطاب البرهان من تنازلات مساء هذا اليوم هو نتاج للضغط السياسي الذي فرضته قوى الثورة على المجلس العسكرى الانقلابي…فكانت مواكب الثلاثين من يونيو بداية النهاية الحقيقية لسلطة الانقلاب وبداية حقيقية لإعادة الكرة للملعب بقوة شرعية الثورة.
فخطاب البرهان يوضح مستوى الضعف الذي يعانيه المجلس العسكري والضغط السياسي المجتمعي الذي ظلت تعاني منه سلطة الانقلاب طوال التسعة أشهر الماضية. ولكن برغم الروح الانهزامية التي سادت الخطاب البرهاني الا انه جاء تكتيكيا..حيث يراد منه إرسال رسالة للعالم والقوى الإقليمية بأن القوى الحزبية المدنية هي التي تقف حجرة عثر في طريق التحول الديمقراطي الذي تنشده قوى الثورة.
جاء خطاب البرهان ويحمل في دواخله رسالة مفخخة تنذر بقيام انتخابات تشرف عليها السلطة الانقلابية بحجة فشل القوى السياسية في الحفاظ على امن البلاد وغيرها من المفاهيم التي تشرعن بها القوى العسكرية للانقلابات العسكرية.
ولكن يصبح التحدي الحقيقي هو ضرورة توحد القوة السياسية وقوى الثورة الحية ولجان المقاومة من أجل قبول التحدي الذي وضعت فيه بخطاب البرهان المفخخ…
ضرورة التوحد من أجل الوطن والمواطن وبناء سلطة مدنية تقود البلاد إلى بر الامان..
ضرورة التوحد من أجل أرواح الشهداء وبناء الدولة السودانية التي ضحوا بحياتهم من اجلها.
قاسم بشير
جنوب أفريقيا_ بريتوريا
٤ يوليو ٢٠٢٢.