
بقلم: الباحث بقادة محمد فاضل
رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية لحركة صحراويون من اجل السلام
لا يخفى على احد، الدور القوي الذي تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في مصائر الامم والشعوب ، و قوة التأثير على الخارطة السياسية والاقتصادية والجيوسياسية في غالبية بلدان العالم وذلك رغم بروز قوى اخرى عسكريا واقتصاديا كالصين وروسيا والهند، فهي المحرك الخفي والظاهري لكافة الأزمات، وهي في الآن نفسه صاحبة القرار في إطالة امد أزمة لعقود او حلها في وقت قياسي ..
فرغم تواجد روسيا عسكريا برا وبحرا وجوا في الوقت الحالي في بعض مناطق سوريا، ورغم تحفظها من النظام الحالي بقيادة “أحمد الشرع”، بعد الإطاحة بنظام الأسد ، فإن روسيا لم تتدخل أبدا في تسريع وتيرة خطة أمريكا، في دعمها لتوحيد صفوف كافة الألوية السياسية، والعسكرية تحت قيادة الدولة الجديدة، وآخرها التوافق مع قوات سوريا الديمقراطية” قسد”، واندماجها في مؤسسة الجيش السوري الجديد، وبالرغم من اكتساب التدخل الأميركي السريع والحاسم في سوريا؛ بعد الإطاحة بالأسد، بعدا استراتيجيا وأمنيا، لصالح إسرائيل ومصالح أمريكا في الشرق الاوسط، ومحاصرة النفوذ الإيراني في لبنان والعراق، فإن اللعبة السياسية الحالية جاءت لصالح النظام السوري القائم حاليا..
فهل لإدارة ترامب خطة مستعجلة لأجل ايجاد حل نهائي لنزاع الصحراء ؟ أما أن أقصى غرب افريقيا غير ذي اولوية استراتجية في الوقت الحالي، بالنسبة لمصالح الولايات المتحدة الأمريكية؟
تعيش قضية الصحراء منذ وقف إطلاق بين المغرب وجبهة البوليساريو، بداية تسعينيات القرن الماضي النار حالة من الهدوء الحذر، ولا تجد لها أولويات على أجندات مكتب صنع القرار وادارته في البيت الأبيض، فمادام الوضع في المنطقة آمنا ولا يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واشنطن، ومصالحها الاقتصادية، فلا دافع أو محفز استعجالي يدفع الولايات المتحدة الأمريكية للدفع بملف الصحراء قدما نحو حل حاسم، اللهم بعض الوساطات التي تقوم إدارة الخارجية الأمريكية بين الجزائر والمغرب الطرفين الأساسيين في النزاع، خاصة في فترة رئاسة بايدن للبيت الأبيض، والواقع هو أن لسان الحال يقول على أن قضايا ذات صلة بالارهاب، وحقوق الإنسان، في منطقة غرب أفريقيا، هي الهاجس الأكبر أمنيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وأكثر جذبًا لتدخلها من النظر في وضع إقليمي الصحراء، جنوب المغرب،وازواد شمالي مالي، وقد تجلى ذلك في الهدوء ازاء اتخاذ خطوة حاسمة أخرى بعد اعتراف ترامب في ولايته الأولى بمغربية الصحراء، وعزم بلاده افتتاح قنصلية عامة لها في الاقليم، والإشادة أيضا بمقترح مشروع الحكم الذاتي في الإقليم، لكن الصمت الحالي ينتظر إبريل القادم، للنظر أمميا في ملف الصحراء ..
فهل ستبادر حركة صحراويون من أجل السلام إلى التواصل مع إدارة ترامب ورفع مقترحها المتمثل في خارطة طريق لإنهاء نزاع الصحراء سلميا ؟ وما مدى قابليته للتطبيق على أرض الواقع وجاذبيته لدى الولايات المتحدة الأمريكية؟